سورة النجم - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} قال أبو صالح: أغنى الناس بالأموال وأقنى أي: أعطى القنية وأصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية.
قال الضحاك: أغنى بالذهب والفضة وصنوف الأموال، وأقنى بالإبل والبقر والغنم.
وقال قتادة والحسن: {أقنى}: أخدم.
وقال ابن عباس: {أغنى وأقنى}: أعطى فأرضى.
قال مجاهد ومقاتل: {أقنى}: أرضى بما أعطى وقنع.
وقال ابن زيد: {أغنى}: أكثر {وأقنى}: أقل وقرأ: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} [الإسراء- 30] وقال الأخفش: {أقنى}: أفقر. وقال ابن كيسان: أولد.
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} وهو كوكب خلف الجوزاء وهما شعريان، يقال لإحداهما العبور وللأخرى الغميصاء، سميت بذلك لأنها أخفى من الأخرى، والمجرة بينهما. وأراد هاهنا الشعرى العبور، وكانت خزاعة تعبدها، وأول من سن لهم ذلك رجل من أشرافهم يقال له أبو كبشة عبدها، وقال: لأن النجوم تقطع السماء عرضًا والشعرى طولا فهي مخالفة لها، فعبدتها خزاعة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلاف العرب في الدين سموه ابن أبي كبشة لخلافه إياهم، كخلاف أبي كبشة في عبادة الشعرى.
{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولَى} قرأ أهل المدينة والبصرة بلام مشددة بعد الدال، ويهمز وَاوَه قالون عن نافع، والعرب تفعل ذلك فتقول: قم لان عنا، تريد: قم الآن، ويكون الوقف عند {عادا}، والابتداء {أولى}، بهمزة واحدة مفتوحة بعدها لام مضمومة، ويجوز الابتداء: لولى بحذف الهمزة المفتوحة.
وقرأ الآخرون: {عادًا الأولى}، وهم قوم هود أهلكوا بريح صرصر، فكان لهم عقب، فكانوا عادًا الأخرى.


{وَثَمُودَ} قوم صالح أهلكهم الله بالصيحة {فَمَا أَبْقَى} منهم أحدًا.
{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ} أي: أهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود {إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} لطول دعوة نوح إياهم وعتوهم على الله بالمعصية والتكذيب.
{وَالْمُؤْتَفِكَةَ} قرى قوم لوط {أَهْوَى} أسقط أي: أهواها جبريل بعدما رفعها إلى السماء.
{فَغَشَّاهَا} ألبسها الله {مَا غَشَّى} يعني: الحجارة المنضودة المسومة.
{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ} نعم ربك أيها الإنسان، وقيل: أراد الوليد بن المغيرة {تَتَمَارَى} تشك وتجادل، وقال ابن عباس: تكذب.
{هَذَا نَذِيرٌ} يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم {مِنَ النُّذُرِ الأولَى} أي: رسول من الرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم، وقال قتادة: يقول: أنذر محمد كما أنذر الرسل من قبله.
{أَزِفَتِ الآزِفَةُ} دنت القيامة واقتربت الساعة.
{لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} أي: مظهرة مقيمة كقوله تعالى: {لا يجليها لوقتها إلا هو} [الأعراف- 187] والهاء فيه للمبالغة أو على تقدير: نفس كاشفة. ويجوز أن تكون الكاشفة مصدرًا كالخافية والعافية، والمعنى: ليس لها من دون الله كاشف أي: لا يكشف عنها ولا يظهرها غيره.
وقيل: معناه: ليس لها راد يعني: إذا غشيت الخلق أهوالها وشدائدها لم يكشفها ولم يردها عنهم أحد، وهذا قول عطاء وقتادة والضحاك.
{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ} يعني القرآن {تَعْجَبُون وَتَضْحَكُونَ} يعني: استهزاء {وَلا تَبْكُونَ} مما فيه من الوعيد.


{وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} لاهون غافلون، والسمود: الغفلة عن الشيء واللهو، يقال: دع عنك سمودك أي لهوك، هذا رواية الوالبي والعوفي عن ابن عباس وقال عكرمة عنه: هو الغناء بلغة أهل اليمن، وكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا. وقال الضحاك: أشِرُون بَطِرون. وقال مجاهد: غضاب مبرطمون. فقيل له: ما البرطمة؟ قال: الإعراض.
{فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} أي: واعبدوه.
أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، حدثنا نصر بن علي، أخبرني أبو أحمد، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة: النجم، قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفًا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أمية بن خلف.
وأخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا آدم بن أبي إياس، أخبرنا ابن أبي ذئب، أخبرنا يزيد بن عبدالله بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم: «والنجم» فلم يسجد فيها.
قلت: فهذا دليل على أن سجود التلاوة غير واجب. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء. وهو قول الشافعي وأحمد.
وذهب قوم إلى أن وجوب سجود التلاوة على القارئ والمستمع جميعا، وهو قول سفيان الثوري وأصحاب الرأي.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7